Translate

الخميس، 25 سبتمبر 2014

فراغ دستوري لدستور فارغ

 







منذ ان أشهر حزب المؤتمر الوطني سلاح الانتخابات المذمع قيامها اواسط 2015 في وجهنا ونحن نستمع يوميا لاداء مسرحي ممجوج من ممثليه وهم يوهموننا
بان عدم قيامها سيؤدي الي فراغ دستوي ستكون عواقبه وخيمة علي البلاد والعباد. بلا شك ان اكثر الناس استفزازا لمشاعرنا في هذا الموضوع هم السيدان مختار الاصم مسؤول الانتخابات الاول في البلاد وحسبو نائب رئيس الجمهورية.

بعد فضيحة التدريب في انتخابات 2010 صرنا لانبدي اهتماما لهذا الاصم. فرجل يملأ الوظائف الشاغرة والغير شاغرة بمفوضيته بذوي القربي من قبيلة (الاصميين) ثم يقوم بتجنيب معظم الكورسات الخاصة بتلك الانتخابات لمصلحة مؤسسته التدريبية لا اظنه جديرا لكي يتحدث عن الانتخابات لان حديثه سينطلق من منفعته الشخصية وليس من زاوية اهميتها الحقيقية لنا كشعب يتطلع الي حريته. انتخابات الاصم ماهي الا ماسورة كبيرة لضخ الاموال لسيادته وللذين يلفون من حوله. وحسب مراقبتنا لتصرفات حزب المؤتمر الوطني وجهاز امنه فسوف لن تمس (شعرة) في هذا الاصم لانهم قد عرفوا نقاط ضعفه وخباياه مما جعله دمية في ايديهم يحركوه اينما شاءوا؟ اما بالنسبة للسيد نائب الرئيس فسيظل حلقوما كبيرا ينقع في رؤسنا يوميا لضمان مكانته الدستورية مادام البلاد لن تصاب بالفراغ الدستوري المفتري عليه حتي اذا كان ذلك علي حساب اهلنا المقهورين في دارفور التي يمثلها داخل النظام.

ثم لماذا تم اختيار موضوع الفراغ الدستوري لتخويفنا به وهل ذلك في قمة اولوياتنا الان؟ فهنالك احداث اخطر منه تمر بنا يوميا لم تزرع الخوف في قلوبنا. فكيف لفراغ دستوري لا يعرف معظم اهلنا الطيبين معناه يجعلنا نوقف حياتنا لنحارب من اجل عدم حصوله؟ اليس الانقلاب الذي اتي بهؤلاء الي دفة الحكم يعتبر فراغا دستوريا؟ يمكن واقعيا اعتباره كذلك. ولكنه بالنسبه لنا ليس فراغا دستوريا وحسب, وانما هو اهانة له. هل يعقل ان تكون هنالك حكومة شرعية يراسها رئيس وزراء منتخب من الشعب بمحض ارادته فتاتي انت ليلا ممتطيا دباباتك التي استقطعنا ثمنها من افواه اطفالنا لتقوم بحمايتنا كما صرفنا عليك انته كل مانملك من اجل تأهيلك وتدريبك لحمايتنا ايضا فتصبح المجرم الذي تخوفنا منه؟ تغتال الدستور الذي يحكمنا فتجعلنا نعيش في العراء بلا قانون؟ ثم ألم يكفيك ذلك حتي تقوم بتفصيل دستور يحمي مصالحك وما اشرقت شمس إلا وانتهكت حرمته بواسطة ذبابينك بلا خجل كانه صنيعة غيرك. كل ذلك لم يزرع الخوف فينا فكيف نتخوف من فراغ دستوري هلامي لا وجود له في ارض الواقع؟ هل مثلا سيقضي علينا ذلك ويجعلنا في ذيل قائمة الدول (الفارغة دستوريا؟) واين نحن الان؟ الم نصبح دولة فارغة تماما؟

نناشد ان يكون هنالك فراغا دستوريا, ونطالب الرئيس وجهاز امنه بشدة ان يقوموا بعمل واحد يسعد هذا الشعب وهو ان يسيروا بهذه البلاد الي مابعد مايو القادم حتي نري باعيننا ماذا سيحصل في تلك الحالة. لا اظن ان هنالك شئ سيحصل لان البلاد اصلا تعيشها منذ يونيو المشئوم من العام 1989 وسنظل في هذا الفراغ الي ان (تتكل) هذه الحكومه غير ماسوف علي شيخوختها بمن فيها من الاصم ونائب الرئيس والرئيس نفسه لتاتي حكومة اخري تحترم كينونتنا وتهتم باعداد دستور يعيد ادميتنا المسلوبه ويرجعنا امة محترمة كسائر بقية الامم. 

ستكون جريمه اخري في حق المواطن اذا صرفت الحكومه مليما واحدا علي المدعو الاصم وافراد اسرته. ونري بانها لن تكون كمسرحية انتخابات 2010 لان الظرف مختلف ونحن ايضا اصبحنا مختلفين. يكفي ان الوجهه الديني للانقاذ قد سقط وظهر وجهها الحقيقي البشع ممثلا في الاموال الطائلة المكدسة في البنوك والعمارات الشاهقة التي ملأت الطرقات. من كان يصدق ان اماما ورعا تكسو وجهه علامات الصلاح وينطق لسانه بطيب القول مثل عصام البشير إمام مسجد السلطان يمتلك منزلا يفوق سعره اثنين مليون دولار. اثنين مليون دولار تستطيع ان تقدم وجبة افطار يوميه ودسمة لطلاب المدارس الابتدائية في كافة ربوع السودان لمده ثلاثة سنوات متتالية. اليس ذلك اجدي من ان (يتجدع) أإمتنا مترفهين بينما يموت الاطفال جوعا؟ ومافائدة الخطب الرنانه اذا كانوا هم هنالك في الاعالي ونحن هنا في الاسفل.

اذا كانت احد مواد الدستور تمنع ترشيح شخص لاكثر من دورتين لكرسي الرئاسة, والمؤتمر الوطني يحدثنا ليل نهار بان مرشحه الوحيد لها هو سيادة الرئيس المفدي, فماهو برايكم الجرم الاكبر فراغ الدستور ام اغتصابه؟

follow me in twitter@elrazi_elrazi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق