Translate

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

قناة فضائية ..الكلام الجد


السبب الرئيسي الذي وقف حائلا بيني وبين قراءي في الفترة الماضية هو تفرغي التام للبحث عن كيفية عمل قناة فضائية. شهرين بالتمام والكمال قضيت جلهم في تلمس الطريق الذي سيقودني اليها.
ومنذ ان بدات التفكير الجاد في هذا الموضوع, كرست كل وقتي للوقوف علي الطريقه المثلي لتنفيذ هذا العمل. قناعتي صارت (منذ اعلان الوثبه وفشلها) ان المعارضة لهذا النظام يجب ان تتغير ادواتها. فالمظاهرات والندوات والاجتماعات وتكوين الاجسام المختلفه فشلت في تغير النظام واجتثاثه. وعليه كان لابد من التفكير في ادوات جديدة للتغير.

بدات قتاعاتي تتمحور حول القناة الفضائية كسلاح وحيد يمكن ان يقضي علي هذا النظام. وقد علمت من مصادر موثوقة ان هنالك مجموعات كثيره في اماكن مختلفه في العالم مثل امريكا وبعض الدول العربيه وحتي بريطانيا بدات في التجهيز لهذا المشروع ولكن محاولاتهم باءت بالفشل لاسباب متعدده ومختلفة. 

اولا اشكر كل الذين ساعدوني في تحديد المعلومات المطلوبة وعلي راسهم (العم قوقل). بدات بتقسيم الامر الي جزئين. الجزء الاول متعلق بالجانب الفني والذي يشمل الاستوديوهات والبرامج والدعم التكنلوجي. والجزء الاخر متعلق بموقع القناة وادارتها. عرفت من خلال مناقشتي مع بعض المهتمين بهذا الامر ان معظم الذين سبقوني في هذا المجال كان تفكيرهم منصب علي جمهورية مصر او الامارات العربية المتحدة كموقعا للقناة, وانهم كانوا يريدون تأسيسها من الصفر بتجهيز البنيات التحتية للاستديوهات وقد كان ذلك من الاسباب الرئيسيه لتوقف الجهود لتعقيدات هذا الامر. فتجهيز استديوهات من الصفر ليس بالعمل السهل كما ان الدول العربيه غير مؤهله من ناحية المصداقية لاستضافة عمل كهذا يمكن ان يسبب لها حرجا سياسيا في المستقبل مما قد يضطرهم لاغلاقها. ففي عالمنا صديق اليوم يمكن ان يصير عدوا بلا مبرر. وبناءا علي ذلك بدات فكرتي تتبلور في ان يكون موقع القناة علي الاراضي البريطانيه حتي نتفادي تدخل الحكومه السودانيه في كيفية تشغيلها في المستقبل والتجارب ماثله امامنا الان في حجب وتشويش بعض المواقع الالكترونيه المعارضة. كما ان حكاية الحكومة مع راديو دبنقا واتصالها بادارة نايل سات لاغلاقه لا تخفي علي احد. اما من ناحية تجهيز الاستديوهات فقد رايت ان اسرع طريقه للتشغيل هي ايجار استديو متكامل في السنة الاولي علي ان يتم تجهيز استديو خاص بها بعد تقدير وتقيييم النجاح او الفشل في السنه الاولي. وبالفعل قضيت الساعات الطوال ضيفا علي عمنا قوقل وظللت في حالة بحث متواصل علي الاستديوهات في كل الاراضي البريطانيه لم اترك خلالها مكانا حتي تواصلت معه. واخيرا تحصلت علي ثلاثة عروض لاستديوهات يمكن ان نقوم ببث القناة من خلالهما في الحال. وبعد مشاورات مع بعض الاخوه الفنيين في السودان ومنطقة الخليج العربي تم اختياري لاحد الاستديوهات المجهزه بالكامل واتصلت باصحابه وطلبت اجتماعا مطولا معهم لمناقشة التفاصيل.

وجدت انهم يمتلكون مبني متكامل من جميع النواحي يحتوي علي استديو كبير يمكن تشكيله لاستيعاب تنفيذ اربع برامج بديكورات متعددة وملحق به غرفة للتحكم باحدث المعدات. وهنالك غرف ذاتية اخري للمونتاج والتحرير والصوت والاتصال مع الشبكات الاخباريه العالميه والقرافك التي تحتوي علي احدث اجهزة ال (اي ماك اي سفن) باحدث برامج المونتاج والتحرير . كما ان الاستديو متصل مباشرة ببرج الاتصالات البريطانيه (بي تي) مما يسهل عملية التوصيل المباشره مع القمر الصناعي البريطاني والذي يضم في باقته الاقمار الصناعية نايل سات وهوت بيرد.

الاستديو ايضا يمتلك فريق عمل متكامل بالاضافه الي مقدرته علي مدنا بكل مانحتاجه من قوي بشريه متنوعه من مذيعين ومخرجين ومصورين وعمال. الخلاصه انني وجدت ان الاستديو جاهز للبث وقتما نريد وقد اخبرني مالكه والذي اقتنع بفكرتي واحسست بانه صار (ملكيا اكثر من الملك) بعد ان شرحت له توقعاتي لنوعية البرامج المتوقع بثها. وقد اكد لي انه لن يالو جهدا في تقديم كل المساعدات المطلوبه لانجح هذا المشروع (لان الشعب السوداني يستحق ذلك) حسب قوله.

اتفقنا علي ان يكون البث اولا لمدة 4 ساعات حية علي الهواء مباشرة من الساعة الثانية بتوقيت بريطانيا, الخامسة بتوقيت السودان, الي الساعة السادسة بتوقيت بريطانيا, التاسعة بتوقيت السودان, علي ان تتصاعد مع مرور الزمن. تتضمن هذه الفترة موجزا للانباء كل نصف ساعة مع بث ثلاثه برامج لمناقشة الاحداث الساخنه في السودان, وبرنامج مباشر من داخل السودان, وبرنامج عن ماذا نشر عن السودان في الانترنت.اما بقيه الساعات فستكون برامج مسجله نستعين فيها بالمواد الموجوده في الشبكة العنكبوتية والمواد المرسله من السودانيين من جميع انحاء العالم بواسطة الاسكايب او الوتساب او التطبيقات الاخري. المهم في الامر وجود شريط اخباري علي مدار الساعه لبث الاخبار الوارده من السودان دقيقه بدقيقه. وقد امنا علي وجود اليه مرنة تمكننا من التغير في اشكال البرامج لتستوعب متطلبات المشاهد السوداني.

بعد ان تدارست الامر مع بعض الاخوة, طلبت اجتماعا اخيرا لسماع العرض الخاص النهائي لإيجار القناة. وتمت دعوتي مع بعض الاصدقاء ليتم تعريفنا بكل العاملين المتوقعين معنا من مخرجين ومنتجين ومصورين ومزيعين ومحرري اخبار وفني الانتاج والقرافك. خلال الاجتماع قام كل منهم بشرح طبيعة عمله بطريقة عالية المهنية. ثم تداولنا الافكار المختلفة المتعلقة بنوعية البرامج وكيفية اعدادها وتحرير النشرات واذكر انه في تلك الايام طغي خبر عضو هيئه علماء السودان بصورته المخذيه تلك علي جميع الاخبار فقمت بطرح الموضوع عليهم لمعرفة كيفية تحويل خبر كهذا الي شاشة التلفاز وقد كانت النتيجة مذهله من حيث التاثير الخبري اضحكتنا كثيرا. المهم. انفض الاجتماع فقاموا بتسليمي عرضهم المادي للايجار السنوي ماكدين علي انهم علي اهبة الاستعداد لبدأ البث خلال ساعة واحدة فقط لحظة موافقتنا عليه. فالعرض تضمن ايجار الاستديو بكل (الكاست) وعمل رخصة التشغيل من شركه (اوفكوم) المسئوله عن إصدار التراخيص للقنوات الفضائية العامله علي الاراضي البريطانية والتوصيل الي برج الاتصالات (بي تي) والاشتراك في القمر الصناعي وبدأ البث. حتي في الجانب الاداري تضمن العرض وجود مكاتب في مباني القناة يمكن استغلالها للطاقم الاداري.

بالنسبه للجانب الاداري فقد راينا ان يتكون المكتب الاداري من عدد محدود قوامه سكرتير ملم بتقنية المعلومات وموظف لارشفة البرامج والبحث عن اخر الاخبار في النت, وموظف ثالث معني بمواقع التواصل الجتماعي وعمل المقابلات عن طريق الاسكاي والتطبيقات الاخري, وموظف رابع للتسويق والحسابات مهمته الاتصال بالسودانيين في كل انحاء العالم لتنويرهم باخر المستجدات التشغيليه.

بعد ذلك قمت بتجهيز كل تلك النشاطات في بروفايل تتضمن دراسة جدوي للمشروع بكل تفاصيله الفنية والادارية وقمت بطباعته في كتيب حتي يمكن تقديمه الي الجهات الراغبه في التشغيل.

لقد علمت ان جميع الجهات التي شرعت في هذا الامر من قبل قد اصطدمت بعقبة التموين. لا اكذبكم القول بان المشروع مكلف من ناحية تشغيلية ولكنني اراه مربح من ناحيه مادية. فربحيتة مردها حوجه السودانيين الملحه لقناة فضائيه كهذه انتظروها طويلا. قناعتي اذا وجد المشروع التمويل والذي يمكن تجزأته علي اربعة اقساط ربع سنوية حسب عرض الشركة للسنه الاولي, فهنالك امل كبير ان تنهض القناة علي قدميها في السنوات التاليه. وقد حددت دخل القناة من رعاية البرامج والمهرجانات الفنيه والثقافيه والسياسيه وتبرعات السودانيين جميعهم في كل انحاء العالم والذي اتوقع ان تغطي كل المنصرفات خصوصا اذا كانت البرامج علي مستوي تطلعات المشاهدين.

هذا ماحصل في امر القناة ونحن الان في انتظار من له نفس افكارنا المتمثلة في تغير ادوات النضال. ونحن علي اتم الاستعداد للجلوس مع اي شخص يرغب في تمويل هذا المشروع في سنته الاولي حتي اذا كان من رجال الاعمال لتعريفه بكل التفاصيل. كما يمكننا مساعدة اي ممول للمشروع في الحصول علي الاقامه في بريطانيا لاننا يمكن استقدامه كمستثمر وهذا حق مشروع له بنص القوانين البريطانية.

في الختام هذه دعوة لكل من يؤمن بان الوقت قد حان للتغير الشعبي الجاد لهذا النظام الغاشم. وكلي يقين ان هنالك الاف السودانيين الذين ينتظرون ضربه البداية لهذا المشروع. فالاستيدوهات جاهزه, والبرامج معده, وحتي اسم القناة وشعارها تم تصميمهم بدرجة عاليه من المهنيه لتكون فخرا لنا جميعا. هل يصدق احد ان الصومال, نعم حتي الصومال, يمتلك عدد مقدر من القنوات الفضائيه المعارضه ونحن لا نمتلك واحده الي الان؟

لندن







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق