Translate

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

إطلاق سراح مريم ليس الحل



د الرازي الطيب ابو قناية

انا ليس من اولئك الناس الذين يفرحون للحركات الصبيانية التي يقوم بها جهاز الامن بين الفينة والاخري من إعتقال شخص او إطلاق سراح اخر.  كأنه يريد ان يذكرنا بانه موجود وأن الميزانية التي وضعت تحت تصرفه يستغلها استغلالا صحيحا. لن أفرح لأنني اعي تماما ماذا يخبئون خلف الستارة. وحتي في المستقبل,  لن افرح اذا قام هذا الجهاز الشيطاني بتحرير احد المعتقلين السياسين او فك الحظر عن احدي الجرائد المغلقة او التبرع نقدا بمبالغ طائلة لاحد الاندية الرياضية او قام برعاية احتفالاتها بمبالغ كان اولي بها اهلنا الطيبين المحتاجين.
فالقبض علي د مريم والسيد ابراهيم الشيخ ماهو الا حركات صبيانية لا تصدر الا من اشخاص مسكونون بالظلم ويحملون بين صدروهم قلوبا غليظة فارغة من الرحمة. فما معني مثلا ان تقوم باحتجاز شخص لاسابيع تحرمه خلالها من حريته وقراءته للقران لمجرد انه حضر اجتماعا او قال رايه في حدث سياسي, ثم تاتي لاحقا وبدون خجل وتطلق سراحه دون ان توضح لنا لماذا اعتقلته ولماذا حررته.  فبالرغم من اننا نقوم بالصرف البذخي علي هذا الجهازالا ان تصرفاته لا ترتقي الي مستوي المسئولية وفيها كثير من الإجحاف في حق شعبنا. السؤال المحير من الذي يقوم باتخاذ قرار احتجاز شخص وماهي مبرراته للاحتجاز ولماذا يطلق سراحه بدون محاكمات؟
الاخبار الواردة امس الاول عن رئيس القضاء فيما يختص برئيس حزب المؤتمر السوداني  والمتعلقه بمناشدته للحزب للجلوس مع جهاز الامن للاتفاق علي صيغة يطلق بموجبها سراح رئيسة جعلتنا نشك في عدالة قضائنا ايضا. فليس هنالك دولة تحترم نفسها يمكن ان يصدر من رئيس قضائها مثل تلك المناشدة.  هل وصل بنا الحال الي درجة ان هذا الجهاز صار لا يعترف ايضا بقدسية القضاء وصار رئيس القضاء نفسه يضع له الف حساب؟ اذا وصل بنا الحال الي هذه الدرجة,  فعلي السودان السلام لان الكيزان بذلك يكونوا قد اجهزوا علي اخر معقل للاحترام لدينا.

سوف لن نحتفل بإطلاق سراح المنصورة فالسيد ابراهيم الشيخ وغيره لا يزالون في السجون. ولن نحتفل ايضا اذا اطلق سراحهم غدا او بعد غد او جاء الرئيس بجلالة قدره واعلن عن اطلاق جميع السجناء السياسين ليقيننا التام بان نفس الجهاز وباسرع مانتصور وباوامر مباشره من الرئيس نفسه سيقبض علي اخرين دون اسباب وسيقوم باطلاق سراحهم بدون اسباب ايضا. فنحن ياسادتي نعيش في عهد كيزاني لعين يحكمنا فيه اناس يدوسون علي كرامتنا وسماحة اسلامنا دون ان يرمش لهم جفن من اجل حماية مصالحهم المادية.  وسنواصل رفع الاكف الي العلي القدير طالبين منه ان يرينا يوما ليس فيه فقط وجوه مسودة كما حصل للنائب الاول السابق, ولكننا نريد ان نري فيهم جميعا مافعله سبحانه وتعالي بفرعون حتي يكونوا عظة لكل من تسول له نفسه بإستغلال ديننا الحنيف في المستقبل فهم فرعون زماننا. نحن ومنذ الان علي استعداد لتقبل الاخبار المستقبلية عن اعتقالات ستأتي شئنا ام ابينا. فالحل الوحيد كما نراه يكمن في طبيعة الطريق الذي سنسلكه. هل سيظل طريق السكوت علي افعال شياطين الانس ام طريق شهداء سبتمبر والذي سيقودنا لا محالة الي رمي هؤلاء الحثالة في مذبلة التاريخ؟  

Follow me in twitter@elrazi_elrazi

Visit my blog in: www.elrazionline.blogspot.co.uk

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق