Translate

الأحد، 14 سبتمبر 2014

نصر الدين المهدي...وخنجر الجبهة الثورية


مخطئ من يظن ان مشاركتي للقراء لماجري بيني وبين السيد نصر الدين المهدي سباحة عكس التيار. فوطنيتنا فعلا وليس قولا. ونحمد الله كثيرا انه لم يسجل ضدنا موقفا واحد ضد تطلعات اهلنا الفقراء والمحتاجين.
ثم من اعطي احدا الحق لتوزيع نياشين الوطنيه يمنة ويسرة؟ دعونا من الرؤية السطحية للاشياء فنحن عندما نكتب عن موافقة الامام لمشاركة ابنه في النظام انما نفعل ذلك لنكون صادقين مع انفسنا وقراءنا كما اننا نريد ان نؤرخ لتاريخ بلادنا الذي لا نعرف عنه شيئا سوي ماتحتويه الافلام القديمة البالية المكررة.

سيظل نصر الدين المهدي رقما صعبا في المعادلة السودانية لانه يحمل هموم اهل السودان كافة وينظر الي الامور بعين ثاقبة ليس كمعظم المعارضين الذين لاهم لهم سوي المكاسب الشخصية الضيقة. فاذا كانت الجبهة الثورية تعتبر من اكثر المجموعات المسلحة في القارة الافريقية تنظيما وقوة, وحزب الامة القومي لا مثيل له بين الاحزاب السياسية الافريقية من حيث الاستنارة وتجمع الجمهور حوله عدا المؤتمر الوطني الافريقي الحزب الحاكم في جنوب افريقيا, فنصر الدين جمع وظيفة نائب الرئيس هنا وهناك.

مطعم مولانا ابوبكر يمثل الملتقي الحقيقي لكل الشرفاء في مدينة لندن وماحولها لان صاحبه مسكون بالاستنارة والعلم, كما انه علي مرمي حجر من اكبر الجاليات السودانية حراكا في بريطانيا وهي الجالية السودانية لغرب لندن حيث انه المكان الوحيد في بريطانيا الذي يتجمع فيه اهلنا الطيبين المحتاجين للمساعدات المختلفه.  وقد كان لمولانا شرف تاسيسه ودفع منصرفاته ورعايته بشكل مباشر وغير مباشر.  ويكفيه فخرا ان دار الجالية لا يزال مؤجرا باسمه ويقوم بتغطية العجوزات التي تحصل في ميزانيته من حر ماله. هذا المكان ورغم انه موغلا في الشعبيه الا انه المكان المفضل للسيد نصرالدين للاتقاء بمن يحب مع انه نائبا لاكبر مجموعة معارضة ومسلحة في السودان.عندما التقيت بالسيد نصر الدين في المطعم مع نفر كريم كان معنا ايضا السفير عادل شرفي سفيرنا السابق في يوغندة والذي اعتبره من اقوي المعارضين للنظام من الخارج لانه كان سفيرا في مدينة تعتبر معقل للمعارضة الشرسة ضد النظام. بالاضافه الي ان سفارة السودان في كمبالا تعج بجواسيس النظام الذين كانو يعملون تحت امرته. وساقوم بفرد مقالا كاملا عنه في مقبل الايام.

تحدث السيد نصر الدين معنا بكل شفافية عما يدور في اروقة المعارضة واجاب بكل صراحه علي كل تساؤلاتنا بثقة متناهية. يكفي انه كما بينت في مقالي السابق قد اكد لنا ان السيد عبد الرحمن الصادق المهدي قد قام بالمشاركة مع النظام الظالم بموافقة والدة. وقد قالها بروح شجاعة يحسد عليها.

الاسئلة الحائرة التي كانت تدور في خاطري هي كيف كان يفكر اعضاء المجلس القيادي في حزب الامة القومي في شارع الموردة لحظة تداولهم للقاء المرتقب مع الجبهه الثوريه في باريس بخصوص السيد نصر الدين نائب رئيس الحزب السابق والذي تم فصله بموافقتهم لتوقيعه اتفاقا مع الجبهة الثورية؟ هل فكروا في دعوته الي باريس لحضور حفل التوقيع علي الاتفاق ولندن علي مرمي حجر من مكان التوقيع؟ وهل قررت الامانة العامه الاتصال به ام تعاملو مع الموقف باعتبار انه عضو سابق فقط لاغير؟ وكيف كانت ستكون ردة فعلهم اذا جلس في الجانب الاخر من تربيزه التوقيع؟

وماذا عن الجبهة الثورية؟ هل اتصلت به بعد موافقتهم علي لقاء الامام في باريس لتوقيع اتفاق معه؟ وهل كان هو وبصفته نائبا لرئيسها حضورا في مطبخ تجهيزات مقابلة الامام؟ ام انه لم يدعي اصلا الي حضور المداولات التي سبقت حفل التوقيع و تمت كل الترتيبات من وراء ظهره؟ فاذا لم يتم الاتصال به وتنويره باللقاء المرتقب,  كيف كان يفكر قادة الجبهة الثورية في الخروج من هذا المازق والرجل رقما صعبا لا يمكن تجاوزه وهنالك احتمال وارد لتراسه الحركه في حاله حدوث مكروه ما (الله لا قدر) للسيد الرئيس.

قال لنا السيد نصر الدين ان حزب الامه لم يتصل به اطلاقا بخصوص توقيع اتفاقية مع الجبهة في باريس. وهذا شئ طبيعي ومبلوع لانه لم يعد عضوا في الحزب. كما لم يتم تنويره ايضا بواسطة قيادات الجبهة (وهذا مربط الفرس) رغم وجوده في باريس قبل الاتفاق. وقد عرف لاحقا ان المجلس القيادي قد ناقش فتح الموضوع معه ولكن لحساسية الموقف تواري بعض الاعضاء خجلا ماعدا السيد عبد الواحد رئيس جيش تحرير السودان المناضل الصنديد الذي لا يخشي في الحق لومة الذي وقف بشده مطالبا من السيد الرئيس التعامل الفوري مع الموقف والاتصال بالسيد نصر الدين لتنويره.  وعندما اتصل به تلفونيا كان السيد نصر الدين قد غادرالاراضي الفرنسيه ولذلك قال للسيد عقار انه لا يستطيع الرجوع لحضور الاتفاق لان الزمن قد فات علي ذلك. وهنا سالت نفسي. هل ياتري انه وبعدم حضوره يريد ان يرفع الحرج عن حزبه القديم؟ ام حزبه الجديد؟ ام كليهما معا؟
انا اخجل من الطريقه التي تعامل بها الجانبان مع السيد نصر الدين المهدي للمكانة الرفيعة للرجل وسط المناضلين الشرفاء. خصوصا من الجبهه الثوريه لانه وفي اللحظه التي طلب فيها السيد الامام منه الاختيار بين ان يكون نائبا لرئيس حزب الامة او نائبا لرئيس الجبهة الثورية, اختار الثانيه ضاربا عرض الحائط بموروثه الحزبي العريض واختار جانب الحق كما قال.  

وعليه وبكل الاحترام نطلب من السادة الجبهة الثورية ممثلة في مالك عقار و ياسر عرمان الاعتزار الفوري للسيد نصر الدين المهدي لان مواقفه تفرض عليكم ذلك.  ونود ان نلفت نظر اللذين يعيبون علينا فتح هذا الموضوع اننا وبكتابتنا لماجري نريد جسدا معارضا معافي من كل الامراض التي ابتلي بها المعارضون السابقون مما اطال من عمر النظام. وبصراحة شديدة رغم احترامنا لوجهة نظر الطرفين الموقعين علي اتفاق باريس الا اننا لانري جدوي من الحوار مع هؤلاء القتله لان الحق لا يعطي وانما يؤخذ بالقوة.  

Follow me in twitter@elrazi_elrazi


هناك تعليق واحد:

  1. بصراحه دكتور , انا اتفق معاك تماما انو الحوار دا عباره عن مسرحيه بغض النظر عن مؤدي الادوار بقياده اللاعب الاكبر (ليس الموتمر الوطني انما الولايات المتحده !)اترك والتنظير في الكلام السياسي والتاريخ وغيره في اثبات انها مسرحيه , موضوع الحوار دا ينافي المنطق البشري الثابت بان الانسان لا يمكن ان يكتب شهاده وفاته بيده مادام في يده القليل من القوه ,
    وهاهو الاثبات في اخبار اليوم 14-9 ان قياده الموتمر الوطني صرحت بانه لن يتم التغير لحكومه انتقاليه ولن تاجل الانتخابات
    اجزم بل اكاد احلف ان عمر البشير يعي تماما منطق (لو دامت كان دامت لغيرك ) وانه سيدركه لامحاله , لذلك يتصرف على اساس ذلك
    لانه يعلم شي واحد موقن به وهو : ان يقع في يد اوكامبو ارحم اربعين مره من ان يقع في يد الشعب السوداني .!

    ردحذف