Translate

السبت، 13 سبتمبر 2014

مليون دولار بتاع فنلتك


السوداني الكسب مليون دولار في الام بي سي عمل ضجة كبيرة لبرودة اعصابو عندما اتصل به الاعلامي الاغا واطلعه علي الخبر.
اول حاجه, ونيابه عن كل فقراء بلادي بشكر كل الناس الدافعو عن برود الاعصاب دي وخصوصا الاخوة فيما وراء البحار من سعودين وغيرهم. بس ياجماعه الموضوع اكبر من كده بي كتير. حسب وجهة نظري في حاجتين مهمات كانو ورا البرود القاتل دا.  الاولي, حليل زمن الفرح المات جوانا.  والتانيه, نحنا ياجماعه لمن ننوم بنكون مادايرين اي حاجه تزعجنا حتي لو دشليون دولار سيبك من المليون الهايفه دي.

بالاضافه للحاجات الكتيره الكتلتا الانقاذ فينا, كان الفرح من اوائل ممن دفنو في دواخلنا. بدت الحكايه من ايام الخدمه الوطنيه وسك الاولاد في الشوراع وترحيلهم للجنوب. تلقي اسره فقيره تعبت في ولدا لمن اتخرج من الجامعه. فبدل من الفرح بالانجاز دا تتمني امه الفقيره وابوه الغلبان لو ماكان اتخرج  حتي لو يصرفو عليو زياده عشان ماتستلمو الحكومه وتسفرو الجنوب.  ولا نسيتو؟ جات بعد داك حكايه الشغل. مش لو اتخرج الشاب دا من احسن كليه وكان المعدل التراكمي بتاعو 4.0 , لو بقي انشتاين زاتو ماحايلاقي شغل لانو الوظائف كلها محجوزه لي اولاد الكيزان واذيالهم من مستهبلين ومتسلقين وعبيد السلطان. اها امو وابوهو مرضو من التفكير ومات الفرح الكان مستننو جواهم. في نوع تالت من الشباب اي باب طرقو ماجاهم رد. لاهجره لا شغل لا عرس ولا اي شئ فمات الفرح جواهم اتوماتيكيا.  حتي اصحابهم اولاد الكيزان الزاملوهم في المدارس والجامعات فتحو ليهم. الحكايه دي ولدت في نفوس الناس الاحساس بي عدم التصديق بما يقال لهم خصوصا لو كان حاجه مفرحه. فالفرح اصبح سراب في السودان. تجي انته يالاغا, اكون انا نايم في الظروف الاتربينا فيها دي, تقول لي كسبته مليون دولار؟ مش الحمد لله الماقفلته السماعه في وشك؟ عشان كده ياناس الام بي سي ولدنا دا معزور. مش انتو, لو جات ليله القدر (ظاتا) برضو كان حا يتصرف بي نفس الطريقه.

الحاجه التانيه, موضوع النوم الكان فيو الراجل. ياناس بره اعرفو انو نحنا ناس جوه في السودان ومما جات الانقاذ بقينا بنوم بامر الحكومه بدريييي وبالرجاله كمان. عجبك عجبك ماعجبك تتلطش زيك وزي اي غنمايه بره القطيع. دا من ناحيه, ومن ناحيه تانيه, النوم ذاتو بقي بالنسبه لينا هروب من الواقع العايشنو. سلخ شديد بالنهار.  طبيعه تسلخ فيك وطبيعي مسلوخ. مناتله ومعافره من الصباح للمغرب زي الزول الراكب الحصان الجامح داك البوقع الزول بتاع الغرب الامريكي. عشان كده الواحد مايصدق يخت راسو دقيقه ويكون نام. ومرات بجلي العشا (بكسر العين) عشان ينسي موضوع العشا (بفتح العين). اها لمن النوم دا يتملكنا بنكون خلاص في عالم الاموات ومادايرين اي زول يجي يصحينا لانو الصحيه بكون وراها مصيبه. فلان مات ولا في المستشفي ولا الحرامي جا لملم موبايلات البيت كلها وشتت. عشان كده استسلام صاحبنا للنوم كان شئ طبيعي وغلطانه طبعا الام بي سي لانها ماسالت عم قوقل قبل الاتصال.

المهم. بلاي ياناس البرامج التلفزيونيه البتدي جوائز ماتحرجونا ساي وتبقونا ملطشه في مواقع التواصل الاجتماعي. في المره الجايه لمن يكون الفايز سوداني ماتتوقعو يتعامل مع الموقف كاي انسان عادي حايفرح وينطط.  فالفرح ياناس اتغبر زمان جوانا ونسيناه وبقينا مدهولين في لاشئ ومابنصدق اي حاجه تحصل لينا حتي لو كانت مليون دولار.

Follow me in twitter@elrazi_elrazi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق