Translate

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

هل ذهب عبد الرحمن الي القصر حبيسا؟؟


يقال (والعهدة علي الراوي) ان الدكتورة مريم عندما كانت في باريس اثناء حضورها لحفل توقيع الاتفاق مع الجبهة الثوريه وفي لحظة صدق نبيل تمتمت بصوت يتدفق ندما
" والله لو لاقيت نصر الدين دا اسلم عليه في راسه"؟ لابد ان هذه المرأة مملوءة بكل الخصال السودانية السمحة. يكفي انها ابنة الامام الذي قال في يوم ما انه قد ربي ابناءه بالمحاكاة ولذلك كان سلوكه دائما مشبع بالقيم الفاضلة . وليس هنالك اختلاف علي ذلك. ولكن ماذا عن عبد الرحمن؟ 

اليس ابنه ايضا وتربي بالمحاكاة؟ لماذا اصبح (ضبلانا) بعد مشاركته في هذا النظام كانه مجبور علي ذلك. هل هو فعلا مجبورعلي ذلك لان هؤلاء الابالسة قد عملوا له (عمله)؟ فقد مرت احداث كثيره في هذه الفترة القصيرة امام ناظريه وهو قابعا في مكتبه بالقصر لا يحرك ساكنا حتي بدانا نشك في انه ذلك الرجل الصنديد الذي قام بقيادة قافلة كاملة علي راسها والده في وقت كان النظام في قمة بطشه وقطع بها كل السهول والوديان الممتده عبر اراضي البطانه الي جبال ارتريا. كيف لنا ان ننسي تأسيسه لجيش الامة ونضاله البطولي ضد الطغمة الحاكمة في الخرطوم عندما كانت المعارضة مجرد شعارات تقال في الونسات الليله في ازقة وحواري امدرمان وبحري والخرطوم ومدني وماحولهما.

هل يعقل ان يترك رجل بهذه الشجاعة والده الذي رباه علي القيم الفاضلة قابعا في السجن لمدة ثلاثين يوما لاندري اذا زاره خلالها ام لا؟ المصيبه اذا لم يزره في المعتقل. ونحن كسودانيين لا نتقبل ذلك فاخي الاصغر يقول لابناءه عندما لا يجد منهم العناية الكافية " والله لو انا ابوي مافارقه لحظة ولو ماشي الحمام يلقي عربية بي سواقا مستنياهوا" فكيف برجل يكون اباه الامام الصادق المهدي شخصيا؟ 

ثم ياتي اعتقال شقيقته الصغري ليكون المحك الحقيقي لمصداقيته. رجال امن ببنادقهم يحيطون بطائرتها ويتم اعتقالها منتصف الليل ويذهبوا بها الي مكان مجهول ثم يحتجزوها لشهر كامل ولا ترمش للرجل عين كأن الامر لا يعنيه او كأنها ليست ابنة ابيه؟ ونتساءل نحن (من اين اتي هذا؟). واذا فعل ذلك مع اخته الصغري, فكيف سنأتمنه نحن وهو مساعد لرئيس الجمهوريه علي اخواتنا وبناتنا وامهاتنا؟ اي اخ هذا الذي افتخر بانه من صلب ابي اذا لم اجده امامي في تلك اللحظات المستوحشة؟ وياتري متي ستحتاج المراة الي اخيها اذا لم يكن متواجدا من اجلها وهي حبيسة في غرفه تكاد حيطانها تطبق عليها؟

ليس هنالك غير تفسير منطقي واحد هو ان الانقاذ وبقذارة رجالها (ممسكة) بشئ ما ضده. وإلا يكون رجلا بلا ضمير. هل يعقل ان تحصل كل هذه الاشياء امام ناظريه وهو مساعد رئيس الجمهورية ومكتبه علي مرمي حجر من غرفة اتخاذ القرار والرئيس رئيسه المباشر وزميله في المؤسسة العسكرية ولا ينطق ببنت شفة؟ للاسف لا تبرير لذلك الا في حالة ولحده هو ان يكون رهينة في القصر يساوم بها الكيزان حزب الامه وابيه واخته.

احيانا عندما نراه في التلفاز, نري رجلا متناثرا, مهموما والكلمات لا تكاد تخرج من فمه المرسوم بتعابير ميته. وكم راينا ابتساماته الفارغة ومقابلاته الصامته مع كثير من رجال الانقاذ في المناسبات المختلفه حتي بدا يساورنا الشك ان الرجل قد تمت (كتابته) او نحو من ذلك.

نحن لا نهتم اذا خان تربية ابيه واصبح منعما بحياة الرفاهية في القصر فهذا شان يعنيه لاننا علي يقين اذا استمرالحال هكذا سياتي يوما سيجد نفسه في مزبلة التاريخ مثله مثل كل الطواغيت في العالم. ولكن خوفنا ان يكون هؤلاء الابالسه قد اوقعوه في شباكهم فصار عاجزا في الدفاع عن تاريخه البطولي في جبال ارتريا وضعيفا امام الحفاظ علي موروث ابيه وحزبه المتراكم علي مر السنين. وخوفنا اكثر ان يكون (ربما) قد ذهب الي القصر حبيسا فوق ارادته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق