نساء خلف القضبان
د الرازي الطيب ابوقنايه
اتساءل احيانا هل كل الانظمة الدكتاتورية التي مرت علي هذا
العالم بهذه القسوة؟ وهل كان رجالها يحملون في صدورهم قلوب متحجره لا تفرق بين
النساء والرجال والاطفال؟ نحن في السودان ومنذ ان تفتحت اعيننا علي هذه الدنيا كان
لنا تقدير خاص للمرأة السودانية باعتبارها ام للجميع. من اين اتي رجال الامن هؤلاء
الذين يرعبون نساءنا ويغتصبوهم ويسبوهم ويسجنوهم بلا رحمه كأنهم بلا قلوب او ليس
من (اولاد حلتنا).
نحن لا نلقي باللوم علي العساكر الذين ينفذون الاوامر
خوفا علي معايشهم رغم اننا ننتظر اليوم الذي نقدمهم فيه للمحاكمة علي التجاوزات
التي اقترفتها ايديهم في حقنا. كما اننا لا نلوم صغار الضباط الذين يقومون بمواجهة
الوقفات الاحتجاجية التي تزين شوارعنا بين الحين والاخر ولكننا ايضا نضعهم تحت
الرصد ففي احد الايام سيجدون انفسهم خلف القضبان. ولكننا بلا ادني شك نلقي
باللائمة علي اصحاب الدبابير الكبيرة الذين يجلسون خلف المكاتب الفخمة والماصبون
بالتخمه لانهم هم من يصدرون الاوامر الحقيقية والدليل علي ذلك كلمات نائب الرئيس
السابق علي عثمان طه حينما قالها بكل وضوح لرجال الامن الذين واجهوا المظاهرات
السبتمبرية السابقة "اضرب لتقتل".
الشئ المحير في الاونة الاخيرة ماصرنا نسمعه من السباب
الذي يكيله هؤلاء السفلة في وجوه نساءنا الطاهرات كأنما ليس لديهم امهات او اخوات اوكانهم
مجرد ابناء حرام يعيشون في الشوارع ولم يحدثهم احد عن كيف ولماذا كرم الرسول (ص)
المرأة. ان نساءنا وبناتنا قد تربوا في بيوت لم تستعمل فيها قط مثل تلك الشتائم
ولم يسمعوا فيها قط فاحش القول فصاروا كلما خرجو الي الشارع محتجين علي اي شئ
تقابلهم هذه العصابة فتنفث بذاءاتها في وجوههم بلا احترام او حياء. فهل يريد هؤلاء
الفجره ان يغيروا طبيعة مجتمعنا المسلم وتدنيس عقول نسائه بتلك الالفاظ؟
الوقفه التي نفذتها منظمة )لا لقهر النساء( احتجاجا علي اعتقال د مريم الصادق والاستاذة ساميه
كير تفرض علينا الوقوف بشدة في وجه هؤلاء الرجال ومجابهتهم استنصارا لنساء بلادي. نحن ندين اولا تكليف رجال لا دين لهم ولا خلق لمواجهة
نساءنا العزل واستعمال الهراوات والغاز المسيل للدموع من اجل تفريقهم. فهؤلاء
النساء لا يعرفون العنف ولم يعايشوه من قبل فكيف يقوم رجال الامن باستفزازهم وضربهم
وتحديهم كانهم يقفون امام عدو؟ الا يختشي
هؤلاء الرجال بنفث بزاءاتهم في وجوه نساء هم من يقوموا بتربية اطفالنا الذين
سيشكلون مستقبل بلادنا؟ مالفائدة التي ترجوها حكومتنا التعيسة هذه من سجن امرأة
بستة اطفال كالدكتوره مريم او ربة منزل بسبعة اطفال مثل الاستاذة سامية كير من
ضمنهم اثنين من اصحاب الاحتياجات الخاصة. ثم لماذا يضربون الوالدة اماني احمد مالك
زوجة المعتقل ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني؟ هل لانها تدافع عن زوجها
وتطالب بالافراج عنه؟ فنساءنا مشهود لهم بوقوفهم علي مر التاريخ مع ازواجهم في
مسيرة الحياة المملوءة بالمحن والعذاب طيلة العقود السابقة.
ياكبار الضباط في جهاز الامن متي ستتوقف هذه التصرفات
الهمجيه البغيضه التي تتعارض مع حقوق الانسان التي حبانا الله بها؟ لماذا إستعمال
القوة المفرطة في وجهه شعبنا ولماذا قتل شبابنا واغتصاب نسائنا واعتقال رجالنا والي
متي؟ هل انتم مجموعة من الصعاليك لا يستطيع عاقل ان يقف في وجهكم ليقول لكم حرام
ماتفعلون في شعبنا؟ هل صار الله بعيدا عن حساباتكم فما ان تسمعو بمجموعة تقف ضد
الظلم حتي ترسلوا شياطينكم ليضربوهم ويستفزوهم ويشتموهم ويقتلوهم؟ فالمواجهات التي
شهدتها امدرمان في الايام الماضيه كانت بينكم وبين نساء بلادي فليكتب التاريخ ذلك.
وسيأتي اليوم الذي سنقتص منكم حتي اذا دخلتم في بطون امهاتكم. لانكم بفعلتكم هذه غيرتم
وجهه التاريخ فصارت نساءنا هم رجالها وصرتم انتم النساء.
Follow me in
twitter@elrazi_elrazi
Visit my
blog@elrazionline.blogspot.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق