في المقالين السابقين تحدثت عن الفكرة العامة للقناة الفضائيه التي يحلم بها معظم السودانين علي اختلاف توجهاتهم. وقد قمت باعطاء فكرة تفصيلية عن التكلفة المقدمة من احدي الشركات في المملكة المتحدة لايجار احد استديوهاتها لمدة عام. في هذا المقال, وكما وعدتكم في السابق, ساقوم بالتوصيف الفني للاستديو المقترح حسب مارايت. ونسبة لخلفيتي الاكاديميه والعملية في مجال تقنية المعلومات وكمقدم لبرنامج (تقنيات ومفاهيم) بتلفزيون جامعة السودان المفتوحه, وبرنامج (دبل كليك) بقناة الامل المتوقفة, فانني اري ان الامكانيات التكنلوجيه لهذا الاستديو سوف يكون لها الاثر الكبير في تقديم وجها مشرقا (لسودان الغد) لا تخطئه العين. وكما يقول احد المتخصصين في مجال الاعلام ان "التقنيات الملحقة بالاستديو هي من يحدد شكل الشاشه الذي سيجبر المشاهدين علي (التسمر) امامها".
التسهيلات المقترحة في المبنى القائم (ضمن الايجار) تشتمل اولا علي استوديو عالي الجودة، ثم ثلاث غرف مونتاج، مع غرفة غرافيكس، بالإضافة إلى غرفة اخبار الكترونية. ويمكن استخدام كل هذه التسهيلات بموجب العقد المبرم في تصوير البرامج وبثها بخلفيات حقيقية أو افتراضية أو استخدام غرف المونتاج والغرافيكس، أو غرفة الاخبار للأغراض القناة.
في هذه العجالة ساقوم بوصف تقني للاستديو, غرفة التحكم والمونتاج الحي, غرف المونتاج الإلكتروني, غرفة التحكم الالكتروني وغرفة الاخبار كما شاهدتها وساكون محايدا ودقيقا قدر استطاعتي.
يعتبر الاستديو الواجهة الحقيقة لما نريد ان نقدمه. يتكون من غرفة كبيرة يزيد حجمها عن 500 قدم مربع، وهو مجهز بثلاث كاميرات عالية الجودة، وستائر خضراء (Green screen) لتصوير خلفيات افتراضية، بالإضافة إلى نظام إضاءة يسمح بتصوير خلفيات حقيقية وصلبة، أو تصوير غرفة التحكم كخلفية. اما الكاميرات فهي من نوع "سوني"و تتمتع بخاصية التصوير بتقنية "اس دي اس دي اي" وهي موصولة بنظام اتصال مدمج مع غرفة التحكم كما أنها معدة للاستعمال المزدوج داخل الاستوديو لتصوير اكثر من خلفية، ويضم النظام بالإضافة إلى الكاميرات, شاشات مراقبة وقوائم متحركة وانظمة تحكم سلكي موصولة بغرفة التحكم. وهي عالية الحساسية بالنسبة للخلفيات الافتراضية، ما يمكن من تصوير خلفيات افتراضية عالية الوضوح بكل سهولة ويسر، وشاشات المراقبة للمصور، واجهزة التحكم في خصائص العدسة، بالإضافة إلى اجهزة الاتصال المدمج وجهاز المونتاج الحي. وهذا نظام استوديو مدمج من اصدار مؤسسة "سوني" ويعتبر الأفضل بين نظرائه من حيث الجودة، وتعدد الاستخدامات. ومن ميزات الاستوديو المقترح امكانية استخدام غرفة التحكم والتحرير كخلفية للاستوديو، حيث أنه يفصل بين الاستوديو وغرفة التحكم حاجز زجاجي عازل للصوت. أما الإضاءة الداخلية للاستوديو فتستخدم أضواء "كينو فلو" المتميزة، وهي لا تصدر ضوء ساطعا، كما أنها لا تصدر حرارة عالية تؤثر على راحة مقدم البرنامج والضيوف ولا تصدر أي صوت أو طنين، وهي موزعة لتتمكن الكاميرات من التصوير في اتجاهات مختلفة. الحاقا للاوستديو يمكن تجهيز طابق ارضي كامل في احد مباني الشركة المعروفة في غرب لندن والتي تقع بالقرب من الطريق السريع لوسط لندن "ام 40" ما يجعلها قريبة جدا من مطار "هيثرو" بالإضافة إلى قربها من وسط العاصمة البريطانية لندن، حيث لا تبعد عن وسط المدينة أكثر من ربع ساعة. كما يقع بالقرب منها الكثير من المؤسسات الإعلامية البريطانية والاجنبية وهو قريب جدا من وسائل المواصلات العامة من قطارات الانفاق والحافلات العامة.
اما بالنسبة لغرفة التحكم والمونتاج الحي والتي تعتبر (مايسترو) العمل كله فتضم اجهزة التحكم في الصوت "مونتاج الصوت" ومونتاج الصورة الحي، وحاسوب التحكم في القراءة عن الكاميرا وحاسوب التحكم في الغرافيكس، وحاسوب تشغيل الأشرطة المسجلة"بلاي آوت" وحاسوب التسجيل الرقمي "انجست". ويعمل الحاسبان بتطبيقات "سوفترون" الرائدة في مجال التشغيل والتسجيل الرقميين. هذان الحاسبان موصولان بشبكة التخزين المركزية "سان" في غرفة التحكم الإلكتروني "ام سي ار" . أما بالنسبة لحاسوب الغرافيكس فيعمل بنظام "سي جي 100” وهو نظام مكون من حاسوب وتطبيق غرافيكس متقدم بامكانه التعامل مع اللغات الشرقية كافة مثل العربية, الهندية والصينية الخ. وهو رائد في مجاله ويحوي خصائص متعددة. أما بالنسبة للحاسوب الذي يتحكم بنظام القراءة من شاشة الكاميرا فيتميز بقدرته على التعامل مع اللغات غير اللاتينية أيضا وهو موصول بشبكة غرفة الاخبار الالكترونية، وهو ما ينطبق ايضا على حاسوب الغرافيكس، وهو ما يساعد المستخدم في استخدام إعدادات يتم تحضيرها في غرفة الاخبار. ونظام غرفة الاخبار هو "كينغ نيوز" الامريكي المخصص للحواسيب الشخصية.
وتضم غرفة التحكم والمونتاج الحي المركزية ست عشرة شاشة مستقلة، بالإضافة إلى شاشة عالية الوضوح "جدا" مخصصة لمراقبة الصورة النهائية، وتتميز غرفة التحكم والاستوديو المونتاج انها متصلة الكترونيا ببعضها البعض ما يلغي الحاجة إلى استخدام أشرطة التسجيل الممغنطة، وهي رقمية بالكامل.
تاتي اهمية غرفة المونتاج الالكتروني من احتضانها لاخر التقنيات في مجال الاجهزة الالكترونية. تتميز الغرفه الموجوده في الاستديو بانها تعمل بنظام "برميير برو" وجميعها مزودة بمعدات تسجيل الصوت مما يساعد المستخدم من تسجيل التقارير أو غير ذلك بوضوح عالي، وهي مزودة بميكرفونات، ومعدات مونتاج صوت رقمية، وأهم ما يميز الانظمة التي جميعها من طراز "ابل" باعلى المواصفات المتوفرة حاليا (نهاية 2014) هو ارتباطها بغرفة التحكم الالكتروني والتحكم المركزي بشبكات الياف ضوئية، وشبكة "ايثر نت" بسرعة "غيغابيت" وشبكة كابلات صوت وصورة، وتحوي جميعها اجهزة تسجيل وتشغيل أشرطة ممغنطة عالية الوضوح.
بالنسبة لغرفة التحكم الالكتروني فهي تضم ثلاثة "سيرفرات" مركزية، الأول لشبكة فيديو وهو من طراز أبل وهو موصول بجهاز تخزين مركزي بسعة كبيرة وسرعة عالية جدا، وبامكان جميع غرف المونتاج وغرفة مونتاج الغرافيكس نقل المعلومات منه وإليه أو حتى منتجتها داخله بسبب سرعته العالية جدا، وهو موصول بتلك الأجهزة بالألياف الضوئية أيضا، أما "السيرفر" الثاني فهو مخصص لتخزين بيانات واعدادات غرفة الاخبار والتحكم بالرسائل الصادرة والواردة وتشغيل نظام "نيوز كينغ" الذي يستقبل الاخبار من الوكالات في حال كان لدى المشغل اشتراك مع وكالات الأنباء، أما "السيرفر" الثالث قيستخدم للبث عبر الشبكة العنكبوتية او الالياف الضوئية.
واخيرا توجد غرفة للاخبار تتميز بكونها الكترونية بالكامل وموصولة بشبكات المعلومات والصور المختلفة، ما يمكن المحرر من الاطلاع على المواد المكتوبة أوالأرشيف دون الانتقال من مكتبه او اللجوء إلى الأشرطة. كما أن نظام "نيوز كينغ" يتمتع بمواصفات عالية جدا من حيث قدرته على التعامل مع جميع اللغات الشرقية والأحرف اللاتينية بالطبع. وهذا النظام مرتبط أيضا بالشبكة العنكبوتية، ويوفر خدمات البريد الالكتروني وغيرها.
في الختام ارجو ان اكون قد وفقت في نقل الصوره الحقيقية للاستوديو كما رايتها متمنيا من اهلنا الطيبين مدنا بملاحظاتهم عن هذه التقنيات. لربما نكون خارج سياق التكنلوجيا دون ان ندري. مقالي القادم بإذنه تعالي سيكون عن الايرادات المتوقعه ل (سودان الغد) حسب رؤيتي لها مع تقديري لاقتراحاتكم حولها.
Follow me in twitter@elrazi_elrazi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق